sara sara مشرفة
عدد المساهمات : 18 نقاط : 23744 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 02/12/2011
| موضوع: حقيقية صراخ المعذبين فى باطن الارض الخميس 8 ديسمبر 2011 - 21:59 | |
| حقيقية صراخ المعذبين فى باطن الارض بهدف دراسة طبقات الأرض قام علماء الأرض في الإتحاد السوفيتي السابق بالإدارة والإشراف على مشروع كولا كور Kola Core لحفر أعمق حفرة داخل قشرة الأرض وذلك في منطقة سيبيريا القريبة من حدود فنلندا في الأراضي الروسية ، بدأت أعمال المشروع في عام 1962 وكان الهدف أن يصل عمق الحفر حتى 15 ألف متر للتأكد من أن نظرية تفيد بأن جوف الأرض ساخن ويشتمل على طبقات تتفاوت في السخونة ولكن عندما وصل الحفر حتى 12,262 متر لم تستطع الحفارات العمل ضمن ظروف الحرارة العالية حيث وصلت درجة الحرارة إلى 180 درجة مئوية ، توقف الحفر في عام 1994 .
ومع ذلك تبقى تلك الحفرة أعمق حفرة وصل إليها البشر في تاريخهم، وخلال المشروع قام العلماء بانزال ميكروفانات شديدة الحساسية في الحفرة لسماع حركات طبقات الأرض ولكن ذهلوا لما سجلته الميكروفات ، يقول أزاكوف الذي أشرف عل المشروع :" كرجل شيوعي لا أؤمن بالكتب السماوية أو يوم الحساب لكن كعالم أؤمن بوجود الجحيم ، ولا حاجة للقول بأننا صدمنا لذلك الاكتشاف ولكننا نعلم بما رأيناه وسمعناه ومقتنعون الآن بأننا حفرنا عبر بوابة جهنم".
ما هي حقيقة تلك الأصوات ؟ هل هي مجرد أكذوبة ؟ منذ أن انتشر خبر المشروع وتعليق أزاكوف الأخير عليه بنى بعض الباحثين في علوم الأرض آراؤهم ، لكن تناولته الكثير من صحف الإثارة منذ بداية التسعينات فبرز في الخبر أمور أخرى لم يؤكدها أو يصرح بها أحد قبلاً وهي أن علماء الأرض في مشروع كولا سمعوا ما يشبه صراخ الملايين من البشر المعذبين وعلى رأسهم العالم أزاكوف المشرف على المشروع وزعم أن هذا كان السبب الحقيقي وراء توقف المشروع عند عمق 12,262 متراً ، وكذلك زعم أنهم شاهدوا أطياف شبحية لخفافيش من داخل الحفرة وكأنهم تلقوا رسالة من عالم آخر. في الصورة يظهر العالم أزاكوف إلى اليمين مع صورة مأخوذة من صحيفة نشرت عنوان يحمل عنوان "باحث يسجل صراخ الملعونين " . وفي الصورة فريق من علماء الأرض في مشروع كولا.
وفي الواقع تضخمت أحداث تلك القصة عندما روج أستاذ مدرسة نرويجي يدعى آغي رندالن عن مخلوقات تشبه الخفافيش تخرج من الحفرة على أمل أن تلتقطها وسائل الإعلام دون التأكد من حقيقتها وفعلاً حدث ما أراد وانتشر خبر "صراخ المعذبين" Sreams of Damned على شبكة الإنترنت كالنارفي الهشيم مع تسجيل صوتي يزعم أنه نفس التسجيل الذي التقطه علماء الأرض عندما أدخلوا ميكروفونات حساسة في الحفرة.
وهكذا أصبحت كل جماعة دينية تعتمد على ذلك التسجيل والخبر الذي أعيد إنتاجه بلغة صحف الإثارة فقط لاثبات وجود جهنم الأرضية، أو عذاب القبر، ومن ضمن المتحمسين لذلك الخبر كان الشيخ العلامة اليمني عبد المجيد الزنداني حيث علق عليه في التلفزيون. وكان قد نشر سابقاً على اليوتيوب.
- في الواقع لم يحدث أن أكد أو برهن العلماء في مشروع كولا على سماع تلك الأصوات المزعومة ، فالخبر الأصلي تناول فقط اختراق قشرة الأرض وسماع أصوات من الحفرة (أصوات حركة طبقات الأرض ) ثم تبعه ايقاف كامل لعمليات الحفر.
ما هي حقيقة التسجيل الصوتي ؟ قامت هيئة مستقلة اشتهرت في إجراء بحوث في الظواهر الغامضة في سنغافورة ويرمز لها إختصاراً بـ SPI باجراء تحاليل لأمواج الأصوات التي زعم أنها تخص أصوات الملايين من البشر المعذبين وتبين أن تلك الأصوات المسجلة ليست إلا نتيجة مزج متعمد لعدد ضئيل من الأصوات البشرية ، حتى أن للكثير من تلك الأصوات نفس الشكل الموجي والتردد ولكنها مزاحة عن بعضها البعض ، ومن المعروف أنه يصعب جداُ أن يكون لاثنين من البشر نفس النمط الموجي للصوت إلا أن الأصوات احتوت على تطابقات فريدة لا توجد عادة لدى سماع جمهرة من الناس. للمزيد من المعلومات التحليلية لموجات الصوت يمكنك القراءة هنا .
الكل يعلم أن ذلك الأمر لم يعد صعباً نظراً لتوفر البرمجيات المتقدمة التي تضفي مؤثرات صوتية وحتى أنها تغير صوت الرجل إلى امرأة أو حتى طفل. وعملية مضاعفة الصوت الواحد إلى مجموعة من الأصوات لن تكون أيضاً صعبة فهي صف لنفس موجة الصوت ووضع عدة نسخ منه في قنوات متوازية متزامنة على المسار الزمني Timeline ليتم تركيب الصوت النهائي والذي وصفته الصحف على أنه "صراخ الملايين من المعذبين" .
دراسة الأهداف ربما أراد آغي رندالن الشهرة لنفسه من وراء تلفيق تلك الأخبار التي لم يؤكدها أحد، وربما قام بنفسه بإنتاج تلك الأصوات عن طريق الكومبيوتر وقدمها للصحافة التي نشرته على هذا الأساس ، ما هو الهدف ؟ ربما كان له خلفية دينية و رغبة في لمحاربة الفكر المادي (الغير روحاني ) في الشيوعية التي تعتبر الدين أفيون الشعوب ، فاستغل كلمات أزاكوف وفي نفسه يقول :" انظروا يا عالم ، حتى الملحدين الماديين من الشيوعيين يصدقون بحقيقة جهنم " وبالتالي يدعم وجهة نظر الإيمان الديني ضد المتشككين فيه، على أية حال نجح هدف آغي رندالن لأنه انتشر في بعض الاوساط الدينية المسيحية والإسلامية التي لم تأخذ وقتاُ كافياً للتحقق من الخبر بل سارعت إلى استخدامه وفق المعتقدات التي تنطلق منها كموضوع عذاب القبر في المنظور الإسلامي أو فكرة الملعونين في جهنم في المنظور المسيحي ، وهنا أقول : " هل يتحقق الهدف الدعوي من وراء تبني أخبار لم يتم التأكد أصلاً من صحتها خصوصاً أن مكان جهنم أو عالم البرزخ أمر غيبي ؟ ! " ، لمزيد من المعلومات إقراً عن الادله المزيفه واهدفها:
تنتشر في الإنترنت الكثير من الأخبار المدعومة بصور أو تسجيلات صوتية أو حتى فيديوية تزعم أنها أدلة على حدوث ظواهر غامضة كالأشباح والأطباق الطائرة وغيرها من الغرائب أو يعتبرها البعض "معجزة" بالمنظور الديني ، ويجري إرسال تلك الاخبار المفبركة والملفقة عبر البريد الإلكتروني أو في المنتديات على وجه الخصوص أو تنشر ببساطة على صفحات إحدى المواقع وغالباً ما ينقص قنوات النشر تلك ذكر المصدر أو المرجع الذي استندت إليه، فهل نصدق كل ما نرى دون التحقق من الامر أو الدليل المزعوم ؟!
كيفية التحقق من صحة الخبر وحال المنتديات العربية بهدف التحقق من صحة الدليل المنشور علينا أن لا نتسرع في الحكم على تصديقه أو تكذيبه إلا بعد تحقق ما يلي:
1- التحقق من قيمة ومصداقية ناشر الخبر هناك مصادر إخبارية اشتهرت بمصداقيتها أو دقة نقلها للأخبار أو هيئات لها وزنها العلمي والأكاديمي كوكالة الفضاء الأمريكية أو معاهد علمية ومراكز بحثية معروفة أو آراء منشورة للإختصاصيين من علماء وباحثين وعلماء نفس.ومن خلال دراستي للمواقع في عالمنا العربي وجدت أن المنتديات منتشرة إلى حد كبير وأنها المصدر الرئيسي للأخبار لكثير من الناس بعد الصحف الرسمية والمواقع الإخبارية الألكترونية الرئيسية ، ويمكننا أن نقول أن عرب الأنترنت هم مجتمع منتديات ويلاحظ المتتبع للأخبار المنشورة في المنتديات أن المنتديات هي آخر مكان يمكن الوثوق بصحة الأدلة المنشورة فيه لأنها تفتقر إلى ذكر المصادر وأحياناً تغفل ذكر تواريخ وأسماء وأماكن.وأكاد أقول أن غالبية المنتديات تنسخ من غيرها حرفياً دون التحقق وحتى دون إضافة أية معلومات لتكذيب أو تصديق ما نشر مسبقاً وكأن عملها هو النسخ فقط، كما لا يخفى علينا أن أغلب القائمين على المنتديات لا يسمحون بظهور روابط إلكترونية أو أية إشارة إلى المصادر التي استندوا إليها بحجة أن ذلك يؤدي إلى إشهار موقع آخر على حسابهم وكأنهم يقصدون تحقيق الإثارة أو الاستهزاء بعقل القارئ المتخصص، إضافة إلى ذلك يغلب على المشاركين في المنتديات عدم التخصص وهم من عامة الناس إلا فيما ندر من منتديات متخصصة.
2- التحقق من هدف النشر علينا أن نتحقق من الهدف وراء نشر تلك الصورة أو الدليل فقد يكون مفبركاً ومدروساً بطريقة ما لتحقيق شهرة فردية وأهداف إعلانية أو سياحية أو دينية كما هو مذكور أدناه، غير أن ذلك لا ينفي وجود عدد ضئيل من الأدلة ما زالت تحير العلماء أو لا يملك تفسيراُ علمي أو منطقياً.
أهداف الخدع 1- الشهرة الفردية لا يمكن أن ننكر أن حب الشهرة هي سعادة للكثيرين وبعضهم يحاول تحقيقها بأشكال مختلفة مهما اختلفت السبل وحتى لو كانت في الاتجاه السلبي وهو إختلاق الأكاذيب أو صنع فيروسات الكومبيوتر، وعندما تترافق تلك الرغبة في الشهرة مع الشعور بالنقص ناتج عن تاريخ مليئ بالانتقاص من قدراته من قبل من يحيطون به تصبح تلك الرغبة في الشهرة أقوى وأكثر إلحاحاً، وعلى الرغم من أنه في يقبع في الظل ولا يكشف هويته إلا أن الخدعة التي قام بها تغري غروره ، خصوصاً عندما يصدقها عدد كبير من الناس وتصبح حقيقية بالنسبة لهم فيسر لسيل التعليقات وإشارات الذهول والتعجب عليهم في المواقع الإلكترونية، وربما كان يحاول لفت الأنظار لإنتاجه السينمائي وخصوصاً عندما يروي ما أنتجه لأصدقائه المقربين جداً.
2- السياحة عندما تختلق أكذوبة عبر تسجيل فيديو أو فبركة صورة في مكان معين فإنك تزيد من شهرة المكان الذي صورت فيه أو حدثت فيه القصة، فإن انتشر تسجيل فيديو يحوي لقطات لطبق طائر أو جسم مجهول (يوفو)مع ذكر اسم المدينة التي يزعم انها حدثت فيها يزيد من شهرة تلك المدينة وبعض الناس سيحاولون زيارتها للإطلاع على حقيقة الأمر كما حدث فيكالصورة التي تزعم ظهور رأس وحش بحيرة لوخ نس في بريطانيا والتي اعترف صاحبها بأنها مزيفة ،وهكذا تسير أفواج من السياح إلى تلك المنطقة وتزيد أربحاح التجار في ذالك المكان من خلال بيع تذكارات عن أو أكواب أو تي شيرت أو صور وألعاب ترمز إلى ذلك المكان..الخ. وأيضاً كما حدث في بلدة إسبانية تدعى بلمز، حيث تم خداع الناس بظاهرة وجوه ترسم من تلقاء نفسها في منزل "مسكون بالأشباح" (إنظر ، ولا ننس أيضاً السياحة الأثرية من خلال اختلاق صور شبحية في قلعة ما والترويج المقصود بها في إحدى وسائل الإعلام.
3- الإعلان التجاري يجب أن لا ننس أن بعض الشركات تستخدم شكل غير تقليدي من الإعلان يدعى Viral Marketing ، كما حدث في مدينة دبي منذ سنوات قليلة حيث نشر خبر في إحدى الصحف الرسمية عن ظهور أطباق طائرة تحلق فوق مركز الغرير التجاري فانطلق الناس إلى ذلك المركز عسى أن يروا من خبر تلك الاطباق شيء ، ولك أملهم سرعان ما خاب عندما دخلوا المركز و رأوا نماذج كرتونية ودمى معلقة للأطباق الطائرة في سقف المركز التجاري.ونذكر أيضاً صورة الشبح الأرزق الذي التقطته كاميرات الأمن في محطة بنزين والذي بثته العديد من القنوات التلفزيونية ولكن البعض يعتبر ذلك ترويجاً للشركة التي مجموعة من محطات تزويد الوقود مع عدم توفر دليل على ذلك لحد الآن ، ونذكر أيضاً خبر ظهور طبق طائر في سماء موسكو تصادف وجوده فوق إحدى مراكز التسوق واتضح أنه منطاد فضي له شكل طبق طائر.
4- الدعوة الدينية قد يرغب بعض المتدينين إختلاق خدعة بهدف التبشير أو الدعوة إلى الدخول في مذهب أو دين معين وإما بهدف تقوية الحس الإيماني والروحي لطائفة ما،والتي اعتبرها الكثيرون شكلاً من أشكال المعجزة والذي اتضح أنه مفتعل، والتسجيل الصوتي الذي زعم أنه المعذبين فى جحيم تحت الارض والذي أيده الشيخ الزنداني وأشارت التحقيق العلمي عن وجود مزج مقصود لتلك الأصوات البشرية من خلال برنامج كومبيوتر متخصص في المعالجة الهندسية للصوت.ولا يخفى علينا أن بعض هذه الخدع يرمي إلى تصوير الدليل في ذهن المشاهد على أنه عقاب أوغضب من الله كما حدث في صورة الفتاة العمانية التي تحولت إلى مسخ .
- ولا يخفى علينا أنه ربما يكون هدف الأكذوبة خليطاً مركباً من الأهداف المذكورة أعلاه، فيمكن أن تخدم بعض الأهداف تصوير بعض الأمور كمؤامرة خفية تحاك في الخفاء من قبل منظمة أو دولة أو حتى شركة تجارية كما حدث في خبر انتشر في عام 2000 عن شعار كوكا كولا، يزعم الخبر أنه إذا شوهدت صورة شعار Coca Cola كانعكاس في المرآة (من الخلف)وإن قرأت من اليمين إلى اليسار فأنها ستتضمن جملة:"لمكه لمحمد"باللغة العربية ، وربما روج لذلك الخبر منافسو شركة كوكا كولا في السوق مثل شركة بيبسي أو شركة "مكة كولا".وهذا الخبر يحقق هدفاً تجارياً وفي نفس الوقت مبطن برسالة خفية تدغدغ عواطف طائفة كبيرة من الناس. يمكنك التعرف على كثير من الخدع في باب "ألغاز محلولة".
وأخيراًُ .. يجب علينا أن لا ننجر إلى تصديق أخبار الظواهر الغامضة قبل التحقق من صحتها من قبل المختصين كلاً في مجاله، وأيضاً أن نتحقق من مصداقية ناشر تلك الأخبار ولكن هناك حالات كثيرة لا نستطيع فيها تكذيب الخبر أو تصديقه وهنا علينا أن نلزم جانب الحذر إلى أن يأتي برهان مقبول في المستقبل، وفي نفس االوقت علينا أن لا ننكر حدوث ظواهر غريبة عجز العلم عن تفسيرها ، وأعتقد أن التريث والإعتدال في إطلاق أحكامنا على الأمور يقربنا من الحقيقة.
مصير مشروع الحفر ما زالت أعمق حفرة في مشروع كولا موقعاُ علمياً نافعاً ، وما زالت الأبحاث جارية فيه ، كما توجد عدد كبير من العينات الملتقطة من قلب الحفرة في مكانها في زابوليارني Zapolyarniy التي تبعد 10 كيلومترات إلى جنوب الحفرة ، والآن تدير المشروع شركة علمية حكومية وتجري أبحاثاً ودراسات على مكنات الحفر الفائقة أو إجراء أبحاث معقدة في قلب الأرض، وبمكن إعتبارها كمختبر في علوم الأرض.
يارب يعجبكم
| |
|