وحكايته هذه حصلت بعد أن حضر صاحب الحكاية لمنزلي مهنئاً بالسلامة
والذي سأرمز لشخصيته بالحرف (ف) حتى لا تعرف شخصيته وعندما رآني ضمني لصدره وكأنه
رأى قطعة من جسده فارقته فضمني حتى بكى بكاءً أليماً حتى شعرت أنه يفوق الإحساس بالمحبة
والود لي ويفوق الموقف كله, ولكني لم استطع مناقشته في تلك اللحظة, وقد بقت في ذهني
علامات التعجب لأيام. وبعد عدة زيارات صارحني بحكايته الأليمة التي مزقت قلبي وقطعت
روحي ألماً وحزناً. وبعد أن أصغيت لحكايته, طلب مني أن انشرها في المنتدى
وألح إلحاحاً شديداً أن أحكي للناس حكايته وقد حاولت أن أثنيه عن ذلك مراراً لكني لم أستطع منعه
لأنه على حد قوله يريد أن يعتبر الناس ,
وأن يدعو له بأن يغفر الله له . واقترحت أن يحكيها للناس على لسانه برمز مستعار فوافق على ذلك
وإليكم الحادثة على لسانه: أنا شاب أعيش مع أبي وأمي وكنت بكرهما
وأحمل شهادة البكالوريوس أسمي (ف) أبلغ من العمر(30) سنه
ولما كنت بكر والدي حيث ورائي ابنتان لم يكونا يرفضا لي طلب,
ولا أبالغ إن قلت أنه كان يذل نفسه لتحقيق ما في نفسي.
وكنت أجهل ذلك بطيشي,بدأت حكايتي عندما شاهدت إحدى
الفاتنات وقت خروجي من بوابة الجامعة ولم أستطع مقاومة
إغرائها فقد أحسست أن قلبي ودع صدري وأصبح رهينتها
وتعاقدت روحي بها من تلك النظرة التي كانت بداية الشرارة التي أحرقتني وإياها.
أراقبها من بعيد دون أن تحس...
تابعتها حتى عرفت المنزل فأصبحت أتردد عليه يومياً
ولا أبالغ أن قلت أني كنت أتردد عليه في اليوم أكثر من مره .
لقد رأيت فيها حلم الشباب والطفولة اعتقدت أن حصولي عليها يعني حصولي على الدنيا وما فيها ذلت
الصعاب بذلت الغالي والرخيص تحملت الإهانة وخسرت الكثير من المال
والأصدقاء لتكون لي وحدي إلى أن أصبحت ملكي لي
أنا لا أصدق هل هو حلم أم واقع كانت أرق
وأعذب من أن يتصوره بشر تحنو علي حناناً يفوق حنان الأم على طفلها
هل تصدقون أنها كانت إذا مشينا مكان الشمس تظللني عن أشعة الشمس الحارقة ...
لن تصدقون ولكنها الحقيقة
كانت تحرق نفسها لأنعم بالسعادة وتهين نفسها
لكي تكرمني تحملني على كفوف الراحة لم
أسمعها تشتكي يوماً أو تتبرم أحبتني حباً يفوق
حبي لها كانت ترى في شخصي فارس لأحلامها ولكن
يا لهول ما حدث السنوات الأولى بذلت كل ما في وسعي لأسعدها ولكن ما حدث بعد
السبع سنوات الأولى أحسست بالملل منها وأصبحت لاأطيق الجلوس معها وأختلق
الأعذار لمفارقتها دون سبب وأحسست بكرهي لها وصل الأمر إلى أن أهينها
أمام أهلي وجماعتي في إحدى المرات قلت على مسمع من الكل أنت الخطأ
الوحيد في حياتي وأظني كنت مجنوناً عندما أحبتك يوماً ......
عقدت الدهشة لسانها ولسان أهلي ولم تنبس بنت شفة لا أعرف ما الذي غير شعوري نحوها بعد كل
هذا الحب الحالم؟؟؟؟؟؟
قالوا لي أهلي قد تكون مسحوراً ولا أخفيكم أني
ذهبت إلى طبيب نفسي وذهبت لطبيب شعبي ولم أجد
عندهم علاجاً كل الذي بدأت أشعر به أني أصبحت أكرههاً شديداً ولا أطيق رؤيتها
أو قربها ولم يتوقف الأمر إلى هذا الكره بل تطور إلى حد الشتم والسب بل كنت أشعر
بحالة غثيان حينما كنت أشاهدها أو أقترب منها بل أني أخذت أسبها
في كل مكان وأذكر مره أني قلت لها في السوق وأمام المارة (أذهبي عليك اللعنة ) ولم أعبأ بنظرات
المارة المندهشة أمام صمتها المطبق ..!!!
وتطور الأمر إلى ما هو أفضع فبدأت أركلها وأضربها مرة لوحدي ومرة أمام أهلي أو في الشارع
والجميع عقدت ألسنهم الدهشة لأفعالي وهي
صامتة ساكتة فهل تصدقون؟؟؟؟ وليت الأمر توقف عند الضرب والسب بل أصبحت أتلذ بتعذيبها وأجد
راحة كلما فعلت ذلك لقد أصبحت أجبرها على الوقوف في الشمس
الحارقة عند الظهيرة ثم أركلها وأدوس عليها بالحذاء دون رحمة فماذا
دهاني الله أعلم ؟؟ وبعد أن أوسعتها ضرباً في إحدى المرات لم أشعر بنفسي
إلا وأنا أحرق جسدها
بالنار أما هي فلا تكاد تتبرم أو تنطق كانت صادقة الحب
صامتة يمزقها الحزن طوال تلك السنين المريرة ولقد وصلت إلى
مرحلة أصبح العيش معها محالاً ولقد وصلت إلى مرحلة أصبح
فيها سكوت أهلي والناس على ما أفعل يعتبر مشاركة في جرائمي
ضدها بل قد يدينهم القضاء لأنهم سكتوا وقفوا متفرجين علي وعليها !!!
ولم أتوقع أن يصل بي الأمر إلى ما فعلت لقد كنت مسلوب الإرادة والشعور
والعقل وذلك عندما أخذتها رغماً عنها وهي لا تعلم مصيرها ....
لقد أخذتها وسلمتها لصديقي رغماً عنها !!
نعم سلمتها لصديقي وقلت له وهي تسمع
(أفعل بها ما تشاء وان تمردت عليك ولم تطعك فأخبرني حتى أجبرها لتسلمك نفسها طائعة )
وإن كنت مجرماً فإن صديقي أكثر إجراما ًمني حيث
أستغل وضعي الغير سوي وقبل فرحاً وقال
(سأفعل ذلك فقط من أجل راحتك )
وفعلاً أجبرتها على العيش معه يومين في استراحته التي تبعد
عن القصيم حوالي (80) كلم وذهبت أنا وهي لا حول لها ولا قوة
وتركتها تواجه مصيرها واصطحبت إحداهن إلى منزلي
وقضيت معها يومين أحسست فيها بسعادة غامرة
وبعدما عاد صديقي وهي بصحبته تعمدت مقابلتها مع تلك التي اصطحبتها
معي لتزيد صدمتها وتركت فيها جرحاً لا يندمل . وقد أرسل الله لي عقابي
لكي أصحو من سباتي العميق وأصابني ما جعلني أشعر بجرمي
الكبير .وقد حدث ذلك حينما كان أحد المراهقين في حارتنا يسمع
ما يحدث لها من عذاب فأشفق عليها فأخذ يراقبها يومياً يحاول
الاقتراب منها حتى في الشارع ويعرض نفسه عليها كبديل وفتى
أحلام جديد وحينما علم أن معدنها أصيل وأنها ليست كما يتصور .
حاك في ليل مظلم جريمة بشعة كانت الناقوس الذي أضاء النور في رأسي
المظلم ولكن بعد ماذا؟
فقد حصل ذات يوم أنها كانت في أوج زينتها الذهبية متهيئة لحضور حفل زفاف ..
كانت كالبدر ولكن الذي حدث أن جاء ذلك المجرم ومعه مجرم
آخر وفي غفلة منها وإهمال مني حيث كانت تركتها تنتظرني لمدة طويلة في الخارج ...
جاء في غفلة وخطفها من أمام المنزل !!!
ولكن أصدقكم القول ستعتقدون أني حينما خرجت ولم أجدها أني
حزنت عليها فوالله أني فرحت لا أعلم لماذا ؟
ولا لأي سبب ؟
ولكن كما قلت لكم كنت أعيش دون عقل بالتأكيد !
بعد أن غابت عني ذلك اليوم بدأت أشعر بألم لم أعتده من قبل ،
فبعد مضي شهر الآن لم أذق فيه النوم إلا لدقائق ثم أصحو فزعاً وفي صدري ناراً لا تنطفئ وحرارة
تلهب جنبات أضلعي حزناً وتأنيب ضمير
وآهات مختلفة يصعب وصفها لكم !!
وقد أصبحت أيامي جحيماً وحرمتني النوم ولم أذق
فيه الأكل والشرب إلا ما يقيم أودي ويبقيني على قيد الحياة !!
يا الله ما هذه الحسرة والألم ما هذا الحزن ما هذا العشق والحب
ما هذا التأنيب من ضمير بدأ يصحو..
أين كان يا ترى ؟ أين كان حينما كنت أكيل لها كل تلك الإهانات والشتم
والضرب والحرق بالنار وأعرضها لصديقي ليفعل بها ما يشاء !
أخيراً صحت مشاعري ولكن بعد فوات الأوان فهل كنت مسحوراً فأفقت ؟
أم تراني كنت نائماً فصحوت ؟
أم كنت مجنوناً فعقلت ؟
والله لا أعلم ولكن أرجو أن تدعو لي الله بالعفو والمغفرة لما فعلته فما أحسست بجرم ما فعلته إلا
اليوم لقد حجب عقلي عني أعترف لكم أني كنت شبه مجنون !
هذه كانت معاناة شاب مع سيارته القديمة
المعذرة على القصة الحزينة
أنا مثلكم أكلت المقلب وقلت لازم تاكلوه مثلي