afourer city نائب المدير
عدد المساهمات : 56 نقاط : 22966 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 19/11/2011
| موضوع: الحملة الانتخابية السبت 19 نوفمبر 2011 - 10:18 | |
| نزلت الحملة الانتخابية إلى الساحة من جديد, و نزلت معها نفس الوجوه القديمة المستهلكة, تركوا إمبراطورياتهم المالية و تخلوا عن أنانيتهم الإقطاعية ليجولوا الأزقة الضيقة و البوادي النائية علَّـّهم يغتصبون سذاجة سكانهم و يشترون أصواتهم مقابل القليل من المال و بعض المواد الغذائية و الكثير من الوعود, طبعا دون أن ينسوا اصطحاب مجموعة من الدقة المراكشية عوض البرنامج الانتخابي.
سيشاركونك السلام.. و الكلام.. و يبحثون عنك (أو عن صوتك) في الشوارع و الأسواق, في الجرائد و في شاشات التلفاز.. مهما هربت منهم ستجدهم أمامك, يلاحقونك بصورهم تحت باب منزلك, و تجدهم عند الحلاق يمسح في وجوههم شعرات لحيتك.. مهما اختلفت إيديولوجياتهم و مرجعياتهم, و مهما تباعدت رموزهم و ألوانهم, سيتكلمون اللغة نفسها و يرددون الخطاب نفسه, سيتحدثون عن محاربة البطالة و الفساد, و عن تشبيب الأطر و تجديد النخب.
انتهازيون و وصوليون يقتلون أمال العباد و مستقبل البلاد, يمينيين أو يساريين كلهم وجوه مستهلكة عند المغاربة, جربوهم كثيراً وفي كل مناسبة تخلفوا عن الموعد و قتلوا ما تبقى من أحلام الرعية, هده السنة سنجدهم في اللوائح الانتخابية من جديد و بمزيد من التجاعيد في وجوههم و منهم من استخلف ابنه أو حفيده في محاولة لتوريثهم السلطة و النفوذ, أما الإسلاميون فيتبعون النهج ذاته مع اختلاف بسيط يتمثل في امتطاء موجة الإسلاميين التي تمخضت عن الثورات العربية, إضافة إلى وجود بنكيران "المناضل" الذي كان ينتقد النظام فأصبح بين عشية و ضحاها "ملكيا" أكثر من الملك نفسه في "نفاق" سياسي و ديني واضح.
الأحزاب إذن جعلت من الانتخابات "مهرجانا للكذب" وواصلت إنتاج نخب سياسية متوارثة بعقليات رأسمالية فاسدة تعكس إدمانها للكراسي البرلمانية و "الحصانة" مما سيجعلنا نعيش سنة 2011 بألوان النصف الثاني من القرن الماضي مع اختلاف في نسبة المشاركة التي هوَت من % 82 سنة 1977 (رغم حجم الأمية التي كانت تنخر المجتمع أنداك) إلى % 37 سنة 2007 و رقم موجع سيكون يوم 25 نونبر, مما يوضح الوعي السياسي الذي أصبح يتمتع به المغاربة الذين فهموا قواعد هذه اللعبة, و ملّوا منها, بعدما صارت لعبة بلا طعم, تأكل أحلامهم و أمالهم, فهجروا اللعبة.. و فقدوا الثقة من جميع الأحزاب, باستثناء 60 حزبا في القران الكريم.
الرسالة إذن واضحة.. فأصوات المقاطعين تعلوا.. و حزب الغاضبين يكبر.. و نفوسهم تتوق للعدالة الاجتماعية و محاسبة ناهبي المال العام.. و الربيع العربي ليس عبارة عن سحابة صيف عابرة لن تمر بالمغرب - رغم التعتيم الإعلامي المفروض على مظاهرات حركة 20 فبراير – و المغاربة اقتنوا تذاكر ركوب قطار التغيير فحذار ألا يتوقف هذا القطار في محطتهم..
[/size] | |
|