إن الساحر لا يولد ساحرا، ولكن فيه مواصفات
لازم تكون الأول في الساحر قبل ما يكون ساحر واختلفت الصفات دي على مر
العصور ومن بلد لبلد فمرة يكون الساحر فقير ولكنه ممكن برضه يكون رجل
أعمال، ممكن يكون شكله مخيف، وممكن يكون شخص وسيم، ولكن فيه صفات كانت
موجودة في معظم السحرة زمان ودلوقتي وأهمها:
أن يكون حاد الطباع لا يعرف الرحمة ولا العاطفة في حياته.
ورغم كل المواصفات دي لكن عشان يكون الإنسان ساحرا (أو ساحرة) بيكون قدامه
طريق طويل وشاق في أماكن سرية ومناطق مستخبية وده حتى يحصل على اعتراف
معلميه السحرة وتتويجه كساحر في هذا العالم الرهيب.
فيه
طرق بيستعملها الساحر لمقابلة الشيطان لأول مرة، والطرق دي برضه بتختلف من
عصر لعصر ومن زمن لزمن لكن بتفضل فيه طرق وأساليب هي هي مابتتغيرش…..
فلكي يصبح الإنسان ساحرا يطلب من الشياطين أن يبلغوا رغبته إلى السلطان
الأكبر (للجن)، وللقيام بذلك يذهب إلى أحد الأودية بعيدا عن المدينة، حاملا
معه مرآة إطارها من خشب الأبنوس, يأخذ طالب السحر تلك المرآة في يده بينما
يتمتم بأدعية والبخور يتصاعد من موقد مجاور، وعليه أن يخرج في ليلة قمرية
بعيدا عن الزحام وعند منتصف الليل يختار أحد البيوت المهجورة ويقوم بخلع
ملابسه، ثم يقوم بعد ذلك برسم دائرة كبيرة وينقش بداخلها الأشكال والرسوم
والطلاسم التي يكون قد قرأها سابقا في الكتب.
بعد كده يضع حبوب نباتية معينة في أي إناء ويمسك شمعتين ويدخل في الدائرة
التي رسمها ويضع هذا الإناء في وسطها ويقرأ أناشيد شيطانية وتعويذات مختلفة
وبلغات غريبة.
بعد قضاء تلك الليلة في الخلاء يجب على الساحر وقبل شروق الشمس أن يذهب إلى
إحدى الغابات أو الحدائق ويختار شجرة غير مثمرة ويقطع منها غصن بفأس جديد
لم يستخدم من قبل، ويكتفي بأكل الخبز الذي تم إعداده من دون ملح وبقليل من
الخميرة، مع التين المجفف والزبيب.
وبعد أيام قليلة، يظهر «الخديم» في المرآة، فيخاطب الساحر قائلا: «لقد
أزعجت كل الدار السفلى» (أي عالم الجن)، ثم يقول ناصحا إياه: «سوف ترى مرور
الجيوش السبعة للسلطان" -سلطان الجن طبعا- وهي مكونة من الأفاعي والعقارب
والحيوانات المتوحشة, فلا تخف وحاذر أن ترد على من يكلمك منهم.
وبعد أن ينسحب «الخديم» يشاهد الساحر الكتائب السبع، يليها السلطان فوق
جواده، فيكون عليه أن يمسك بالدابة التي يركبها سلطان الجن من لجامها ثم
يقدم التماسه بأن يدخل عالم السحرة.
ويعود بعدها إلى المنزل ومعه الغصن الذي قطعه وبعض دماء الحيوانات وتكون
محددة من قبل ما هذه الحيوانات ولكنها غالبا تكون القطط والكلاب.... ثم
يقوم بخلع ملابسه ويرسم مثلثا متساوي الطرفين ويضع شمعة سوداء في زاوية
قاعدة المثلث ويقوم بقراءة تعاويذ معينة حتى يسمع صوت الجن ولكن لا يراه
وهنا يتم تحديد عمدة السحرة الذي سيقوم بتعميد هذا الساحر للقيام بأعماله
الشيطانية.
وفي ليلة يتم عمل احتفال يحضر فيه جميع الأشخاص الذين سيتم تعميدهم من رجال
ونساء ويتزين النساء جيدا في هذه الليلة خصوصا لأنها ستكون آخر ليلة لهن
يلمس الماء فيها أجسادهن.
تقام هذه الليلة غالبا في أماكن مهجورة أو غابات مخيفة أو مغارات أو
الصحاري المقفرة وغيرها من الأماكن التي يخاف الإنسان العادي من مجرد
الاقتراب منها في عز النهار.
وتبدأ
بعد ذلك المراسم الرسمية للتتويج حيث يبدأ السحرة بقراءة التعاويذ ورسم
الطلاسم والنقوش الغريبة إلى أن يظهر لهم مخلوق غريب مخيف، أحيانا يكون
بشكل إنسان وأحيانا بشكل حيوان أو نصف حيوان ويذهب السحرة لتقبيله.
ثم
يبدأ العمدة بتقديم السحرة واحدا وراء الآخر له ويبدءون بتقديم القربان له
ثم يبدأ الشيطان بالتأكد من ولاء وقوة تحمل الساحر الجديد فيطلب منه سب
الأديان والركوع له.
وهنا يركل الشيطان الساحر على رأسه حتى يسيل دمه وهو راكع له ويأمره بأن يكتب العقد على ورق ويوقع عليه بواسطة دمه الذي يسيل منه.
ويقوم بعد ذلك بعمل علامة في جسم الساحر بحجم عملة معدنية وبشكل يشبه
البقعة وهذه البقعة تكون دليلا ثابتا على الساحر حتى لو أنكر ومن صفاتها
أنها تكون بلون قرمزي بارزة عن الجسم عديمة الحساسية، حيث يقال بأن القضاة
في السابق كانوا يغرسون دبابيس كبيرة الحجم في هذه البقعة دون أن يتأثر
الساحر أو يشعر بأي ألم.
بعد الانتهاء من المراسم يتم تسمية كل ساحر باسم جديد يعرف به وغالبا ما
تكون هذه الأسماء مضحكة حيث ذكر في أحد الكتب بعض هذه الأسماء المأخوذة من
أحد مراكز الشرطة بدولة عربية اشتهرت بالسحر.
ومنها للرجال "امبجلي كرع ذيل التيس الدولة" أما الإناث "مهلوكة أم بريز
كوع القرد وفلوطة" وبعد التسمية يحضر الشيطان على شكل حيوان غالبا يرش ماء
غير طاهر على الساحر، ويكون هذا بمثابة العقد بين الشيطان والساحر.
وقد
يعتقد الكثيرون أن العقد بين الشيطان والساحر هو مجرد خيال، ولكن ذلك غير
صحيح، حيث إن أول عمل يقوم به الساحر عند مقابلة الشيطان لأول مرة هو كتابة
العقد وتوقيعه بأن يهب الساحر نفسه للشيطان مقابل الخدمات التي سيقدمها
له، وتذكر كتب التاريخ أن الساحرة الشهيرة "ستيفنون دي أوديرت" التي أعدمت
عام 1916 أظهرت العقد الخاص بها وكان قطعة من جلد قط أو كلب كتب عليه
بالدم، وله رائحة كريهة جدا لا يستطيع أحد تحملها.
وهناك صورة لعقد
الساحر "أوربان جراندييه" والذي لا يزال إلى الآن موجودا في المكتبة
العمومية في باريس. ويوجد في مكتبة جامعة إبسالا باستكهولم صورة لعقد
الساحر "دانيال سالثنوس" أستاذ اللغة العبرية. ومن أغرب العقود عقد
"جرجينتي" وهو من أكبر وأشهر السحرة، وهذا العقد إلى الآن لم يستطع أي ساحر
فك رموزه.
وتكون مدة السحرة عادة لفترة معينة، منها ثلاثة أيام، وهي أقصرها وغالبا يقوم بها السحرة الجدد، ومنها ما يستمر شهورا وكذلك سنوات.
بعد انتهاء جميع المراسم يقوم الشيطان بإهداء الساحر قرينا وهو أحد الجن
ليساعده على أعماله ويكون عليه أن يقيم معه أواصر علاقة حميمة ستجمعهما
للأبد, ولهذه الغاية، يوقد البخور فيتصاعد عمود من الدخان، يتحول إلى قطعة
خشب تتمدد شيئا فشيئا لتتحول من جديد وتصبح ثعبانا، لا يلبث أن يتحول بدوره
مرات عدة، ليأخذ أشكالا مختلفة، فيصبح في النهاية شابا جميل الخلقة، يحمل
في يده سكينا دامية: إنه "الخديم".
يتبادل السحر وخديمه (خادمه الجني) التحية من خلال التصافح بظاهر يديهما،
ثم يتملك كل منهما الآخر، ويأخذ الساحر علبة صغيرة يقدمها للشاب الذي يشرع
في تقصير قامته إلى أن يتمكن من دخولها، فيغلقها عليه الساحر، ويحملها معه،
بعد ذلك باستمرار. ولابد أن يقوم الساحر بإطعام قرينه وذلك بوخز جسمه
بدبوس أو أية أداة ليظهر الدم ويقوم القرين بالشرب منه.
وقد يظهر القرين بشكل كلب أو ضفدع أو عنكبوت، أما في حالة السحرة المتمرسين
والذين مارسوا السحر لسنوات طويلة فقد يظهر لهم بشكل أسد أو خرتيت أو
غيرهما من الحيوانات المتفرسة، بالإضافة إلى أنه من الممكن أن يظهر على شكل
فتى وأحيانا فتاة.
ولكن هناك بعض الأعمال التي لا تدخل في قائمة السحر فهي تعتمد على خفة اليد
وهي لا تعني استخدام معظم مقدمي هذه العروض للجان وربما من أشهر سحرة هذا
الوقت الساحر الأمريكي "ديفيد كوبرفيلد".
سحر بجد ولا كده وكده فيه سحر بيقوم فيه الساحر باستخدام الجن والشياطين وكمان أجزاء من إنسان أو
حيوان، وغالبا بيكون ميت وهو ده السحر الضار اللي بيأثر على الإنسان وعلى
حياته.
ولكن فيه سحر برضه بيستعين فيه الساحر بقوة الحروف والأرقام والأجرام
السماوية وذبذباتها وده من أصعب أنواع السحر ولا يستخدمه أي ساحر دلوقتي
لأنه بيتطلب معرفة صحيحة ودقيقة بكل ما يتصل بالكواكب وصعودها وهبوطها
وقيمة كل حرف وإلمام تام بالمعادلات الجبرية والتوافيق وحسابات هندسية
وفلكية مع العلم، لأن فرق في الزمن -مثلا 5 دقائق- ممكن إنه يتطلب إعادة
العملية من البداية.
أما النوع الأشهر والذي يعتمد فيه الساحر على صورة أو قطعة ملابس لإجراء
السحر وعمل أحجبة فده غالبا بيكون نوع من النصب والتضليل ومابيكونش سحر ولا
أي حاجة.
والادعاءات دي تم كشف كتير منها بعد القبض على الدجالين أو المشعوذين فأحد
هؤلاء النصابين يروي طريقة عمله بالسحر فيقول إنه كان يجهز عشرات "الأعمال"
ويرقمها ويعد لها سجلا خاصا ثم يقوم بالاتفاق مع عمال المحارة في المنطقة
التي يعمل بها ليضعوا له تلك الأعمال في شقوق الحوائط التي يشطبونها مقابل
مبلغ من المال ثم يخبروه بمكان العمل تحديدا، وفي أي حائط واسم الساكن
الجديد، وبعد سكن الشقة يتصل مساعده بالساكن ويوهمه أن لديه الكثير من
المشاكل وقد تصل لحد تدبير بعض هذه المشاكل، وبالطبع كل الناس عندها مشاكل،
فيوهمه أن حل المشكلات التي يعاني منها عند هذا الساحر ويظل يقنعه بهذا
حتى يأتي بالفعل للساحر فيرجع لسجل "الأعمال" ليعرف مكان العمل في الشقة
تحديدا ثم يذهب للشقة ويقرأ التمائم والتعاويذ ويشعل البخور ثم يستخرج
"العمل" وساعتها يصاب الساكن بدهشة شديدة ويجود عليه بمبلغ من المال.
يعني الحكاية في الآخر مجرد نصب وخداع.
هل يمكن تسخير الجان؟قال
الشيخ "محمد متولي الشعراوي" –رحمه الله– في الفتاوى: "يستطيع الله سبحانه
وتعالى بطلاقة قدرته أن يجعل من الجنس الأدنى من يسخر الجنس الأعلى ويتفوق
عليه، فيريد الله أن يأتي أناس أقل قدرة من الجن في قانونهم ويعطيهم
الأسباب فيسخّرون الجن. والنوع الذي سيسخّره الإنسان لا يخلو من أحد نوعين:
- جـنـي خـّيـر.- جـنـي شـريـر.
والجني الخيّر مثل الإنسان الخيّر لا يستطيع أحد أن يسخّره. إذاً لا يخضع
للتسخير إلا الجني الشرير وهذا يتعب من سخّره، وتسخير الجن حقيقة واقعة،
والحق تبارك وتعالى يعطي بعض الخصائص للجنس الأدنى فيجعله يسخّر ويتحكم في
الجنس الأعلى".
ويقول شيخ الإسلام "ابن تيمية" في فتواه "إن هذا التسخير وعمل السحر من
أعمال الكفر فإبليس وجنوده من الشياطين يستهوون الشر ويتلتذذون به
ويطلبونه، ويحرصون عليه بسبب خبث أنفسهم ورغبتهم في إبعاد المؤمنين عن
عبادة الله وإغوائهم. كما قال الله تعالى: "فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا
عبادك منهم المخلصين".
وبكده ينتهي كلامنا عن السحر والسحرة،